أعلنت "زينة طوقان" وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في الأردن، أن تراجع المجتمع الدولي عن دعم اللاجئين السوريين أثر بصورة مباشرة في قيمة المساعدات الخارجية المقدمة للمملكة، نتيجة تبعات الأزمات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم.
وتحدثت الوزيرة الأردنية، عن ارتفاع نسبة تمويل خطة الاستجابة للأزمة السورية في العام الماضي بنحو 30%، مؤكدة أن حجم التمويل بلغ 760 مليون دولار من أصل 2.28 مليار دولار.
ولفتت إلى أن الأردن يدعو بشكل مستمر المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته، وتقديم الدعم والتمويل المناسب للاجئين، مشيرةً إلى أن الدعم الدولي لخطة الاستجابة الأردنية تراجع خلال السنوات الماضية.
وسبق أن حذر موقع "أكسيوس"، من أن بعض المنظمات غير الحكومية، يتعين عليها تقليص مساعداتها المقدمة للاجئين السوريين بمخيم "الزعتري" في الأردن، أو توجيهها إلى مناطق أخرى في العالم بسبب ظهور أزمات جديدة.
وفي وقتٍ سابق أكد وزير الخارجية الأردني "أيمن الصفدي"، على ضرورة ضمان الدعم اللازم لتوفير الحياة الكريمة للاجئين ومساعدة الدول المستضيفة على تحمل تبعات أعباء اللجوء، محذراً من تدني الدعم الدولي المقدم للاجئين السوريين في المنطقة.
وشدد الصفدي خلال لقائه مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "فيليبو غراندي" بالعاصمة عمان، على أن الأردن يعمل على توفير الخدمات اللازمة لحوالي مليون وثلاثمائة ألف سوري يعيشون على أراضيه، منهم 10% في مخيمات اللجوء.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، قد عبرت عن خشيتها من تحول معاناة اللاجئين في البلاد إلى "أزمة منسية" خلال الأشهر القليلة المقبلة، إذا لم يتم الحصول على التمويل.
وأوضحت في بيانٍ لها، أن النقص اللازم لتنفيذ البرامج الصحية والنقدية الأساسية خلال ما تبقى من عام 2022 يبلغ نحو 34 مليون دولار، ولفت البيان إلى أن الأردن يستضيف نحو 670 ألف لاجئ سوري، لافتاً إلى أن 85% من عائلات اللاجئين السوريين كانوا مدينين خلال الربع الأول من عام 2022.
وأشارت إلى أن انعدام الأمن الغذائي بين اللاجئين آخذ في الارتفاع، حيث قال 46% من الآباء اللاجئين إنهم خفضوا حصصهم من الغذاء حتى يتمكنوا من تأمين ما يكفي أطفالهم الصغار على المائدة، في حين نبه ممثل المفوضية في الأردن دومينيك بارتش، إلى أن "المعاناة الإنسانية والكلفة للمجتمع الدولي أكبر بكثير، إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء الآن".