مفهوم الهجرة
الهجرة هي انتقال الناس بشكل فردي أو جماعي من بلدهم الأصلي إلى أي مكان آخر، وذلك للاستقرار بصورة دائمة أو مؤقتًا، أو بحثًا عن حال أفضل في العيش أو السكن أو الأمن، والهجرة ظاهرة قديمة قدم التاريخ، لكن المقصود بالمصطلح حاليًا هو الهجرة بمعناها الحديث التي ظهرت نتيجة ظهور اقتصاد رأسمالي عالمي، وقيام الحدود بين الدول على أسس قومية، مما جعل الناس يهاجرون عبر هذه الحدود بهدف العمل أو الدراسة أو اللّجوء السياسي أو الإنساني، وعلى الرغم من كون نظام الحدود أصبح قديمًا، إلّا أنّ قوانين الإقامة والجنسية والمواطنة في مختلف الدول، تتسبب بنتائج وآثار سياسية للهجرة، وفي هذا المقال معلومات عن آثار الهجرة على الفرد والمجتمع.
آثار الهجرة على الفرد والمجتمع
تتسبب الهجرة سواء الداخلية أو الخارجية بآثار بعضها إيجابي وبعضها سلبي، وذلك على كلّ من المناطق الطاردة للمهاجرين والمستقبلة لهم، وفيما يأتي بيان أهم آثار الهجرة على الفرد والمجتمع:
الآثار الديموغرافية:
تُغيّر مظاهر النمو الديمغرافي وأعداد السكان وخصائص تركيبتهم المعهودة، حيث قد ينقص عدد السكان في المناطق الطاردة بشكل غير متوازن، فمثلًا تنقص فقط أعداد الذكور، أو عدد السكان في سن الشباب، تاركين وراءهم خللًا في بنية التركيب السكاني أو ما يسمى بالهرم السكاني، ونفس الأمر في المناطق الجاذبة للمهاجرين. الآثار الاقتصادية: وهي تشمل بعض الأنشطة المرتبطة بالاقتصاد مثل أعداد القوى العاملة والكوادر المؤهلة، والتأثير على سوق العمل والبطالة، وزيادة نسب الاستهلاك والادخار، ففي المناطق الطاردة تقل القوى العاملة وترتفع الأجور بينما تقل الكوادر المؤهلة بما يسمى بظاهرة هجرة الأدمغة، بينما في المناطق المستقبلة تزداد أعداد القوى العاملة وترتفع البطالة وتنخفض الأجور وما يسببه ذلك من آثار اجتماعية سلبية أحيانًا. الآثار الاجتماعية: وهي آثار متنوعة تختلف بين مناطق الجذب والطرد وبحسب حجم الهجرة وطبيعة الفئة المهاجرة من الهرم السكاني، إضافةً إلى الاختلافات الثقافية والتربوية والوضع الاجتماعي، حيث قد يتسبب ذلك بارتفاع نسبة الجرائم والسرقات في مناطق الجذب، خاصة إذا كانت الهجرة كبيرة ومفاجئة، في حين تعاني مناطق الطرد من بعض المشكلات الاجتماعية مثل ضعف الإشراف التربوي بسبب غياب الوالد، وشعور أهالي المهاجرين بفقدانهم. الآثار السياسية والقانونية: وهذه المشاكل تنجم عن اختلاف الثقافات، وبسبب طبيعة القوانين في الدول القومية، حيث قد يواجه المهاجرين بعض العنصرية الفردية أو المؤسسية، وفي الهجرات الكبرى يتم تأسيس مجتمعات جديدة، قد ينتج بين مكوناتها تمييز عنصري حسب الموطن الأصلي أو اللون أو العرق. آثار اللجوء الإنساني في حالات اللجوء القسري والإنساني نتيجة الحروب أو الكوارث البيئية أو ما شابه، تنتج نتائج أخرى خاصة في حالات الهجرات الكبيرة، بخلاف آثار الهجرة على الفرد والمجتمع، حيث تتفاقم المعاناة الإنسانية للاجئين، حيث إنّهم يفتقدون أبسط مقومات الحياة البسيطة للنجاة، حيث تعجز المنظمات الإغاثية والجمعيات الخيرية عن معالجة المشكلة بالشكل والسرعة المطلوبين؛ وذلك لقلة الإمكانيات وصعوبة الوصول إليهم في مناطق النزاع، أو في مناطق أخرى تعترضها عوائق قانونية أو حدود دولية، وتصبح الفئات الضعيفة فيها معرضة للخطر ودون حماية، مثل النساء والأطفال وما شابه.