اندلع حريق جديد بمخيم للاجئين السوريين بمنطقة البقاع في لبنان، وأسفر عن احتراق جميع الخيام بشكل كامل ليكون مأساة جديدة بحق اللاجئين، وسط تضارب الأنباء حول الأسباب الحقيقية للحادثة.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية أمس الأربعاء أن الحريق وقع بمخيم "إبراهيم العلي" بمنطقة قب الياس التابعة للبقاع، وأسفر عن احتراق جميع الخيام البالغ عددها 25 خيمة.
وأظهرت الصور الواردة والمتداولة احتراق جميع الممتلكات العائدة للاجئين داخل المخيم، فيما تضاربت الروايات حول الأسباب الكامنة وراء الحادثة بين ماس كهربائي أو بفعل فاعل
فيما أسفر الحريق أيضاً عن تشريد مئات اللاجئين الذين فقدوا مأواهم وممتلكاتهم ومازالوا يبحثون عن مأوى جديد في ظل ظروف مأساوية يعيشها لبنان بسبب الانهيار الاقتصادي وفي ظل تقصير دولي واضح تجاه اللاجئين.
وتتكرر الحرائق بمخيمات اللاجئين السوريين في معظم الأراضي اللبنانية لأسباب مختلفة وتؤدي لخسائر بشرية ومادية بالغة في صفوفهم، في ظل أوضاع معيشية مأساوية يعانيها اللاجئون.
وفي تموز الفائت اندلع حريقين في مخيمين للاجئين السوريين بمنطقة عكار شمالي لبنان، دون الإعلان عن وقوع إصابات.
وقال الدفاع المدني اللبناني في بيانٍ له حينها إن حريقاً شب في 4 خيم داخل مخيم للاجئين في بلدة ببنين بالمنطقة، اقتصرت خسائره على الماديات.
وأضاف البيان أن تدخل عناصر الدفاع المدني ساهم في محاصرة النيران ومنعها من الامتداد إلى كافة أرجاء المخيم، فيما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن النيران أتت على 3 خيم وهجرت ساكنيها، وأتلفت ما فيها من مقتنيات ومؤن".
كما اندلع حريق مماثل في مخيم آخر للاجئين السوريين ببلدة الحمرة شمال، وأتت النيران على خيمتين، من دون وقوع إصابات، بحسب ذات المصدر.
ويعيش في لبنان حوالي مليون ونصف المليون لاجئ سوري، موزعين على مخيمات عشوائية ومناطق سكنية، بحسب تقديرات لبنانية رسمية، بينما تقول مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن العدد المسجل لديها يبلغ نحو 900 ألف لاجئ.
وليست المرة الأولى التي تتعرض فيها مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان لعمليات حرق سواء كانت مقصودة أم لا، ويعاني اللاجئون السوريون في لبنان من أوضاع اقتصادية صعبة في ظل تدهور الاقتصاد اللبناني وتزايد موجات العنصرية ضد اللاجئين هناك.
وفي 27 كانون الأول الماضي 2020 أقدم عدد من الشبان اللبنانيين، على إضرام النار في مخيم للاجئين السوريين في منطقة المنية قضاء عكار شمالي لبنان، يضم نحو 100 خيمة وأدى الحريق آنذاك إلى انفجار عدد من أسطوانات الغاز سمع صوتها في أرجاء المنطقة، ما أدى إلى تشريد المئات من خيامهم.
ولم يتضح من مصدر موثوق حتى الآن سبب الحريق الجديد، ولكن كما في الحرائق السابقة تتداول وسائل إعلام سورية ولبنانية الحديث عن إشكالات فردية وأسباب شخصية بين شبان لبنانيين وعدد من اللاجئين بوصفها السبب.
وفي وقت سابق تم إحراق مخيم للاجئين في منطقة بشري ما أدى إلى تشرد 200 عائلة، في حين يزداد التمييز العنصري والاعتداء الجسدي واللفظي، في حالات كثيرة وثقها الإعلام اللبناني ومنظمات حقوقية محلية ودولية، ووصلت إلى مستوى الاعتداءات الجنسية على أطفال قصر.